نشر الموقع الرسمي للكرملين بيانا مشتركا عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ننشر نص البيان:
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة المملكة يوم أمس الأربعاء 6 ديسمبر، وكان في استقباله ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود في قصر اليمامة بالرياض، حيث عقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
وقدم الرئيس الروسي التهنئة لولي العهد السعودي بمناسبة فوز مدينة الرياض باستضافة المعرض الدولي "إكسبو 2030".
وفي مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار، أشاد الجانبان بنمو حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي ارتفع عام 2022 بنسبة 46% مقارنة بعام 2021، ولفتا الانتباه إلى حجم المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، مؤكدين عزمهما مواصلة العمل المشترك على تعزيز وتنويع التجارة بين البلدين، والعمل على تكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين، لبحث الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة الواعدة، وتحويلها إلى شراكات فاعلة.
وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة العمل على زيادة الاستثمارات المتبادلة والمشتركة في البلدين، وتهيئة المناخ المناسب للقطاع الخاص وتبادل الزيارات وعقد المنتديات والفعاليات الاستثمارية المشتركة وتطوير بيئة جاذبة للاستثمار وتوفير التصاريح اللازمة وتذليل أي عقبات في هذا القطاع.
في قطاع الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة التي تبذلها دول "أوبك+" لضمان استقرار أسواق النفط العالمية، كما شددا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة انضمام جميع الدول المشاركة إلى اتفاق "أوبك+" بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم النمو الاقتصادي العالمي.
كما أعرب الجانبان عن تقديرهما الكبير لنجاح الاجتماع الثامن للجنة الحكومية الروسية السعودية المشتركة الذي عقد في أكتوبر 2023 بمدينة موسكو لتعزيز التعاون الوثيق بين البلدين، حيث اتفق الطرفان خلال الاجتماع على مجالات جديدة للتعاون بينهما.
وقد اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات التالية:
1- البترول والغاز فيما يتعلق بالشراء والتوريد والتوحيد القياسي للمعدات في مجال البترول والغاز، وخدمات البحث والتطوير في مجالات البترول والغاز والبتروكيماويات، وتقييم استخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال بين الشركات في البلدين، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والكهرباء والطاقة المتحددة بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الجوفية والحرارية، وتطوير مشروعاتها وتقنياتها، وتطوير سلاسل الإمداد لقطاعات الطاقة واستدامتها، وتطوير التعاون بين الشركات لتعظيم استخدام الموارد المحلية بما يساهم في تحقيق المرونة والكفاءة في إمدادات الطاقة وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاك الطاقة ورفع الوعي بأهميتها.
2- المجال العلمي الجيولوجي وتبادل المعرفة، بما يسهم في رفع القدرات الفنية الجيولوجية من خلال الدراسات الجيولوجية والتعدينية والبيئية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية في القطاعات المستهدفة في استراتيجية المملكة الوطنية للصناعة بما في ذلك الصناعات الدوائية والأجهزة الطبية.
3- البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي.
4- الاتصالات والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء والنقل والخدمات اللوجستية.
5- النظام القضائي والعدالة، وكذلك الشروع في مناقشات حول اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال القضائي فيما يخص القضايا المدنية والتجارية.
6- السياحة المستدامة وتنمية الحركة السياحية بين البلدين.
7- الرياضة.
8- التعليم والتعليم العالي والبحث والابتكار والتدريب الطبي والتدريب الفني والمهني وتعليم اللغة الروسية والعربية.
9- وسائل الإعلام.
10- الرعاية الصحية.
وقد رحب الجانب الروسي بإطلاق مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين أطلقتهما المملكة، مؤكدا دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أقرته مجموعة الدول العشرين، فيما شدد الطرفان على أهمية احترام مبادئ الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، فضلا عن ضرورة تطوير وتنفيذ اتفاقيات المناخ التي تركز على الانبعاثات بدلا من مصادرها.
وأعرب الجانبان عن رغبتهما في استخدام المحتوى المحلي في مشروعات قطاع الطاقة إلى أقصى حد ممكن، والتعاون لتحفيز الحلول المبتكرة، وتطبيق التقنيات الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها.
وأشاد الجانبان بمستوى الاستثمار المشترك بين البلدين في المشروعات الصناعية بالمملكة، ومن بينها 4 مصانع في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع باستثمارات تصل إلى 300 مليون ريال.
فيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الدفاعي فيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، بما يهدف إلى دعم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين، وأكد الطرفان من جديد التزامهما بتعزيز التعاون والتنسيق الأمني الراهن بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مكافحة الجريمة بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، فضلا عن تبادل المعلومات من أجل مكافحة الإرهاب، وذلك لضمان الأمن والاستقرار في البلدين.
وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتنسيق التعاون الدولي الثنائي بين الأجهزة المعنية من أجل مكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود بجميع أشكالها، وتقديم المسؤولين عن ارتكابها إلى العدالة، واسترداد عائدات جرائم الفساد، وذلك باستخدام إمكانيات شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد "غلوب إي".
كما رحب الجانب الروسي بعقد المملكة المؤتمر الوزاري (الرابع) الخاص بمقاومة مضادات الميكروبات المقرر عقده في نوفمبر 2024.
وقد اتفق الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين في المحافل الدولية بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الدول العشرين لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم.
وفي مجال العلاقات الدولية، أكد الطرفان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على المستويين الإقليمي والدولي، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لحل هذه القضايا، فضلا عن مواصلة دعم كافة الجهود التي تهدف إلى ضمان السلام والاستقرار في المنطقة وبجميع أنحاء العالم.
وناقش الجانبان تطورات الوضع في فلسطين، وأعربا عن قلقهما العميق إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، وشددا على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وشددا على ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، لا سيما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودعم جهودها في هذا الشأن. وأكد الجانبان على أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، بما يكفل تهيئة الظروف المناسبة للتعايش السلمي والتنمية الاقتصادية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الصدد، ثمن الجانب الروسي استضافة المملكة للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، وما أسفرت عنه من قرارات تجاه الأحداث الجارية في فلسطين، مشيدا بقيادة المملكة للجهود المبذولة في تنفيذ قرارات القمة لبلورة تحرك دولي لوقف العدوان على غزة.
وفيما يخص الأزمة بأوكرانيا، أعرب الجانب الروسي عن تقديره للجهود الإنسانية والسياسية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بما في ذلك إطلاق سراح عدد من السجناء من جنسيات مختلفة، والجهود المستمرة في هذا الاتجاه.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان على دعمهما الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، فيما أشاد الجانب الروسي بجهود المملكة العربية السعودية لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل مناطق اليمن، وما تقدمه المملكة من دعم مالي لمعالجة الأوضاع المالية الصعبة التي تواجه الحكومة اليمنية، والمشاريع التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
ورحب الجانب الروسي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معربا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة مع الحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وشدد الطرفان على أهمية التزام إيران بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، والتعاون الشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن أهمية تضافر الجهود لإجراء مفاوضات شاملة بمشاركة دول المنطقة والقضاء على مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وفي الشأن السوري، أعرب الجانبان عن تقديرهما الكبير لقرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، وأعربا عن أملهما في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، وحل الأزمة السورية، وتيسير العودة الطوعية الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وفي الشأن السوداني، أكد الجانبان على أهمية البناء على إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 مايو 2023، والترتيبات الإنسانية في إطار القانون الدولي الإنساني الموقع بتاريخ 20 مايو 2023، لإنهاء الصراع القائم في السودان وعودة الحوار السياسي بين جميع الأطراف. كما رحب الجانبان بالتقدم المحرز في محادثات جدة الثانية بتاريخ 7 نوفمبر 2023، واستئناف الحوار بين طرفي الصراع في السودان بهدف الوصول إلى وقف دائم للأعمال القتالية، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني. وأشاد الجانب الروسي بجهود المملكة في عمليات إجلاء عدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، وما قدمته من مساعدات إغاثية وإنسانية للشعب السوداني.
وفي ختام الزيارة أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود على ما لقيه الوفد الروسي المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية للرئيس الروسي، وبمزيد من التقدم والرقي للشعب الروسي الصديق.
المصدر: الموقع الرسمي للكرملين
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان