بعثت جماعة الحوثي الانقلابية، بخطاب حربي إلى جميع الدول المطلة على البحر الاحمر وبصورة اكبر مصر، وجميع دول العالم المعتمدة على باب المندب وقناة السويس في استيراد وتصدير سلعها، زعمت فيها أنها لن تستهدف سوى السفن الاسرائيلية ولا تهدف لاغراقها بل ردعها.
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
جاء هذا في تصريح لما يسمى "قائد لواء الدفاع الساحلي" في مليشيا جماعة الحوثي، اللواء محمد القادري، أدلى به لقناة "المسيرة"، وزعم فيه إن "جميع السفن المرتبطة بإسرائيل والتي تم استهدافها لم تستجب للنداءات وتعامُلنا معها يهدف لردعها عن المرور باتجاه الموانئ الإسرائيلية".
مضيفا: "لا نستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل أو الذاهبة باتجاه موانئها، وتعاملنا خلال العمليات الماضية كان بهدف الردع وليس الإغراق ولدينا أسلحة قادرة على الإغراق أيضا، وإذا لم يستجب الصهاينة لوقف العدوان على غزة فهناك مرحلة ثالثة ستكون صعبة على الصهاينة".
ورد القيادي البارز في المليشيا البحرية لجماعة الحوثي على التحركات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد هجماتها البحرية بقوله: "نرصد التحركات الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن ولن تخيفنا التهديدات الأمريكية ونحن جاهزون لصد أي عدوان على اليمن" حد زعمه.
لكنه في الوقت نفسه، وجه تهديدا مباشرا لقوات الجيش الوطني وقوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممولة من الامارات، قائلا: "إذا ثبت تورطهم مع الإسرائيلي فسيكون لنا معهم موقف آخر".
وجاءت تصريحات القيادي الحوثي القادري، ردا على المخاوف المتصاعدة بين اوساط المصريين من تسبب اغراق سفينة في البحر الاحمر في اغلاق كلي لباب المندب وتبعا اغلاق قناة السويس وفقدان قرابة 20 مليار دولار سنويا من ايرادات عبور السفن، تجنيها الخزينة المصرية العامة.
يتزامن هذا، مع الاعلان رسميا الاربعاء (13 ديسمبر) عن تشكيل تحالف عسكري دولي بقيادة امريكا وعضوية 39 دولة بينها اليمن، لحماية الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الاحمر والبحر العربي، والتصدي لهجمات المليشيا البحرية لجماعة الحوثي، المتصاعدة على السفن الاسرائيلية والسفن المتجهة لموانئ الكيان الاسرائيلي.
والاربعاء (13 ديسمبر)، اعلن طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، انضمامه إلى تحالف حماية السفن الاسرائيلية والسفن المتجهة الى الكيان الاسرائيلي، بزيارة مملكة البحرين، المقر المركزي لقيادة الاسطول البحري الامريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة (CMF).
استبق طارق زيارته للبحرين، بتنظيمه، الثلاثاء، استعراضا لخفر السواحل التابعة لقواته في المخا، احتفت به هيئة الاذاعة والتلفزيون الاسرائيلية (كان نيوز) وأبرزت قوله: "هناك تهديد كبير هنا من أسلحة إيران بحجة حرب غزة والهجمات على السفن الإسرائيلية. إنهم يحاولون مهاجمة موانئنا وقتل اليمنيين من أجل خدمة المشروع الإيراني في المنطقة".
في السياق نفسه، رد كيان الاحتلال الاسرائيلي، رسميا، على عرض قالت إن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، تقدم به للكيان، لمواجهة هجمات جماعة الحوثي الانقلابية ، والاسهام الفاعل في تأمين مرور السفن عبر البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر إلى الموانئ الإسرائيلية.
وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، تصعيد هجماتها البحرية منذ استيلائها في 19 نوفمبر الماضي، على سفينة الشحن التجارية "ذا جلاكسي ليدر" المملوكة لرجل الاعمال الاسرائيلي ابراهام اونغر ارامي، بعد عبورها من قناة السويس واثناء مرورها في مياه البحر الاحمر باتجاه الهند، واقتيادها الى ميناء الصليف الخاضع لسيطرتها.
تصاعدت الهجمات الحوثية البحرية لتتجاوز السبع سفن، أخرها الجمعة (15 ديسمبر) "استهداف سفينتي الحاويات (إم إس سي ألانيا - MSC Alanya ) و(إم إس سي بالاتيوم - MSC PALATIUM III ) اثناء توجههما الى إسرائيل بعد رفضهما الاستجابة للتحذيرات" حسب المتحدث العسكري للحوثيين، وهيئات دولية متخصصة.
ويترافق هذا مع مواصلة مليشيا الحوثي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، باتجاه الكيان الاسرائيلي، واخرها حسب تأكيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمتحدث العسكري للحوثيين، هجوم عاشر السبت (16 ديسمبر) بـ "دفعة صواريخ ومسيرات على ايلات (ام الرشراش) المحتلة جنوبي فلسطين".
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه واي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "19000 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 50100، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان