لا شك أن العاقل يحذر كل ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى ، ويتبع كل ما أمر به الله جل وعلا، لأن كل فعل نهى عنه الله سبحانه وتعالى فيه هلاك في الدنيا وعذاب بالآخرة، لأنه عز وجل ما نهانا إلا لينجينا وما أمرنا إلا ليسعدنا، ولعل في تأمل عاقبة كل فعل نهى عنه الله سبحانه وتعالى تبدو هذه الحقيقة جلية ، ورغم ذلك يغفلعنها كثيرون، ومن ثم ينبغي اجتناب كل ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى.
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
فعل نهى عنه الله
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن القلب يكون منبعًا للطاعات، كما يكون منبعًا للآثام - والعياذ بالله - وذلك في حالة فساده.
واستشهد «جمعة» عن فعل نهى عنه الله سبحانه وتعالى، بما قال تعالى: «وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ»، منوهًا هناك خمسة عشر حقيقة عن قلوب البشر لا يعرفها الكثيرون.
وأوضح أن للقلب حياة وموت، وله إبصار وعمى، فقال تعالى: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِى فِى الصُّدُور»، وأن القلب مكشوف لله يعلم ما به على حقيقته، حتى إن حاول الإنسان الكذب على الخلق، فلا يؤثر ذلك في علم الله به.
ودلل بما قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ»، مشيرًا إلى أن الإنسان لا يملك قلبه، ولا يملك أن يغير ما به، بل القلب ملك لله يصرفه ربنا ويقلبه كما يشاء.
وأفاد بأن الله سبحانه وتعالى يحول بين الإنسان وقلبه، قال تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»، لافتًا إلى أن القلب هو المعتبر عند الله في الإيمان والكفر.
وتابع: فقد يضطر إنسان للنطق بالكفر تحت التعذيب والآلام، فأخبرنا ربنا أن هذا الإكراه لا يؤثر في حقيقة إيمانه؛ لأن العبرة بإيمان القلب واطمئنانه، قال تعالى: «إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ».
وأشار إلى أن القلب يغفل باتباع الهوى، ومعاندة شرع الله، وقد أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بعدم متابعة هذا الصنف من الناس أصحاب تلك القلوب، فقال تعالى: «وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا».
واستطرد: والقلب يتقلب من شدة الخوف كالبصر، والمؤمن يخشى ذلك اليوم الذي يتقلب فيه قلبه وبصره، قال تعالى: «يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ»، ويجب أن نعلم أن التوبة الصادقة شرط لإحياء القلب، ودخول الأنوار فيه، والإقبال على ربه سبحانه وتعالى، قال تعالى: «مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ».
نهى عنها الإسلام
ونبهت دار الإفتاء المصرية، إلى أن هناك مجموعة من الصفات والسلوكيات التي ينبغي على المسلم ألا يتصف بها في حياته ومعاملات، و من الصفات التي نهى عنه الإسلام ، وهي الخصال القبيحة والسلوك المشين والصفات التي لا يجوز أن يتصف بها المؤمنون: الْمَنِّ والأذى.
ووبينت أنهَ قَدْ نَهَى اللَّهُ -تَعَالَى- عَنِ الْمَنِّ وَالأَذَى، وَجَعَلَهُمَا مُبْطِلَيْنِ لِثواب الصَّدَقَاتِ؛ قَالَ الله -تَعَالَى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: 264]، وعنْ أَبي ذَرٍّ -رضي اللَّه عنهُ-، عنِ النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قَالَ: «ثَلاثةٌ لا يُكلِّمُهُمْ اللَّه يوْمَ القيامةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إليْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلهُمْ عذابٌ أليمٌ»، قَالَ: فَقرأها رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو ذرٍّ: خَابُوا وخَسِروا منْ هُمْ يَا رسولَ اللَّه، قَالَ: «المُسبِلُ، والمَنَّانُ، والمُنَفِّقُ سلعتهُ بالحِلفِ الكَاذبِ» رواه مسلم، وفي روايةٍ لَهُ: “المسبلُ إزارهُ “ يعْني: المسْبِلُ إزَارهُ وثَوْبَهُ أسفَلَ مِنِ الكَعْبَيْنِ للخُيَلاء.
سلوكيات مذمومة في الإسلام
وورد من السلوكيات القبيحة التي نهى عنها الإسلام، وحثّنا ديننا الحنيف على اجتنابها: "التبول أو التغوط في الطرقات والأماكن العامة التي يرتادها الناس ويجلسون فيها"؛ فديننا يحثنا على النظافة والمحافظة على البيئة، قال الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [الأحزاب: 58]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ» رواه مسلم.
أخلاق منهى عنها
كما يعتبر الظلم من الصفات التي نهى عنها الإسلام ويعد كذلك من الأخلاق المنهي عنها، حيث أن الله -تعالى- حرّم الظلم على نفسه، ثم حرّمه على خلقه؛ لما فيه من تأثير مظلم على حياة الخلق؛ فبالظلم يخلو المجتمع من الأمن والعدل، ويلتهم القويُّ الضعيفَ، فجاء الشرع الحنيف محذرا منه.
وقَالَ الله تَعَالَى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ} [غافر: 18]، وعن أَبي موسى -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
كما حذَّرنا ديننا الشريف من: سوء الظن، ومما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس، ويجلب الكراهية والبغضاء، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن سوء الظن في كتابه العزيز، قال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات: 12]، وعنْ أَبي هُرَيرةَ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ» متفقٌ عَلَيْهِ.
وجاء من السلوكيات التي حذَّرنا منها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أشدَّ التحذير، وهي محبطةٌ للأعمال وسببٌ في عدم رفع الاعمال إلى الله -عز وجل- "الهِجران والتقاطع". قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]، وعنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الاثنَيْنِ ويَوْمَ الخَمِيس، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيئاً، إلاَّ رجُلاً كانَت بيْنهُ وبَيْنَ أخيهِ شَحْناءُ فيقالُ: أنْظِرُوا هذيْنِ حتَّى يصطَلِحا، أنْظِرُوا هذَيْنِ حتَّى يَصطَلِحا» رواه مسلم.
وأكدت دار الإفتاء ، أن من صفات المؤمنين الصادقين أن تكون قلوبهم لكل الناس سواء؛ فتجدُ قلوبهم ممتلئة بالعطف والرحمة تجاه غيرهم؛ فهم يتأثرون بما يعرض للناس من آلام ومصائب.
قالَ تَعَالَى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 88]، وعن النُّعْمَانِ بنِ بشِيرٍ -رضي اللَّه عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعَى لهُ سائِرُ الْجسدِ بالسهَرِ والْحُمَّى متفقٌ عليه.
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان