�و الصّحابيّ الجليل أبو ثابت ويُقال أبو قيس سعد بن عبادة بن عبد الله ابن الخزرج،[١] وهو رجل من الأنصار من سكّان المدينة قبل هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إليها واسم أمّه عمرة بنت سعد من بني النّجّار، كان سيّد قبيلة الخزرج وشارك مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة بدرٍ وقال بعض أهل العلم أنّه لم يحضرها، وكان سيّدًا في الأنصار مهيبًا، وكان كثير الكرم والإنفاق وكان إذا قيل سعد الأوس يكون المقصود سعد بن معاذ -رضي الله عنه- وكان إذا قيل سعد الخزرج فيكون سعد بن عبادة -رضي الله عنه- هو المقصود.[١] وقد توفّى الله -تعالى- الصحابي سعد بن عبادة -رضي الله عنه- في سنة إحدى عشرة من هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وكانت وفاته -رضي الله عنه- أنّه وُجد ميتًا في مكانٍ كان يغتسل فيه، وكان هذا المكان في الشّام في غوطة دمشق وهناك كان قبره -رضي الله عنه- ويروي ابن سيرين في سبب موته أنّ الجنّ قتلته بسهم أصاب قلبه وهو قائم يبول.[٢] ما صحة قصة الصحابي الذي قتله الجن؟ لقد روى بعض أهل العلم قصّة قتل الجنّ للصحابي سعد بن عبادة -رضي الله عنه- في كثير من المراجع ككتب التّاريخ والسّير، ولكنّ أهل العلم المتخصّصين في علم الحديث لمّا أرادوا التّحقّق من صحّتها وجدوها لا تصحّ على ما لها من شهرة واسعة، وقد قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب معلّقًا على هذه الرّواية للطّريقة التي توفّي فيها سيّدنا سعد بن عبادة: "ولم يختلفوا أنّه وُجد ميتًا في مغتسله قد اخضر جسده"، وذكر أحد العلماء أنَّه لم يجد لقصّة مقتل سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إسنادًا صحيحًا كما في الأحاديث والأخبار الموثوقة، فقد أخرجه ابن عساكر عن ابن سيرين مرسلًا.[٣] وقد قال فضيلة الشيخ ناصر الدّين الألباني في صحّة رواية قتل سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه: "ولكنّي لم أجد له إسنادًا صحيحًا على طريقة المحدّثين"
اقرأ أيضاَ :